Wednesday, March 11, 2015

حكاية من العراق إسمها آمرلي












تقرير - تصوير : علي المحمودي الموسوي / العراق
هديل بوقريص / الكويت



لماذا نكتب عن آمرلي ؟


لأن لا قصة مماثلة خرجت إلى العلن عن هذه الفئة المنسية في العراق في زمن النظام البائد وفي النظام الحالي والأزمة الأخيرة .

سمعنا من قبل عن حصار قوات تابعة لداعش بعد دخولها إلى العراق لقرية آمرلي ، لكن ما إن إنتهى الحصار حتى إنقطعت أخبارها .

فكيف عاش أهلها منذ أن بدأ الحصار في تاريخ 10 يونيو 2014 حتى 84 يوما .

  
تلك القرية الصغيرة التي تعتبر من القرى الشيعية القليلة يسكنها التركمان وسط 36 قرية سنية تمت السيطرة عليها من قبل تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش )  .


يذكر لنا أحد المتطوعين بأن هذه القرية كانت مستهدفة من قبل 36  قرية سنية والأقرب لها كانت 13 قرية قريبة منها كانت تحت إمرة داعش بعد أن تعاون أهلها لإسقاط آمرلي من ضمنهم سليمان بيق / وناحية "ينقده" فيها 3 أو أربع قرى أخرى . 

آمرلي تبعد عن بغداد 160 كيلو متر شمال بغداد  ( ضمن طوز خرماتو ) في محافظة صلاح الدين  إنقطع عنها الكهرباء و الماء بعد اليوم العاشر من الحصار ولم تصلها المواد الغذائية إلا عن طريق الطائرات وكانت شحيحة جدا .


إنقطع الماء عنها بعد أن قاموا عناصر داعش بتفجير الأنبوب الرئيسي الموصل للماء إلى القرية ثم أفرغوا ثلاثة صهاريج من الديزل بالأنابيب في مجرى المياه بحيث أصبحت أنابيب الماء في القرية بها ديزل ، وحاليا وحتى لحظة كتابة التقرير الأنابيب غير صالحة لنقل الماء للقرية فهي مدمرة ومازالت آمرلي بلا كهرباء أيضا .



لم آمرلي مقاومة ؟



كان هناك ما يقارب 1000 مقاتل من أهالي آمرلي تم توزيعهم على الجبهات لصد أي عدوان على القرية فتم توزيع القادرين على القتال من الشباب والرجال ثم يليهم الشيوخ والأطفال وكانوا قلة أيضا ممن حملوا السلاح مابين 12 و 16 سنة وفي الخط الأخير أيضا كان نصيب المرأة من حمل السلاح إذ أن عدد قليل من النساء اللاتي يحملن السلاح وكن مستعدات للمواجهة في حال سقوط الخطوط الأولى . واستطاع الوصول إليهم عدد قليل جدا من مقاتلي الحشد الشعبي خارج حدود آمرلي عن طريق الطيران العمودي .

بعد الحصار بدأت اوضاعهم تسوء بعد نفاد الطعام وانقطاع الكهرباء و نفاذ الطاقة من هواتفهم  مع انقطاع الخدمات الأساسية .


بسبب إنهاء موسم الحصاد من الحنطة والشعير وتوفر مادة الديزل في المنازل استفادوا منها بعد مزجها مع زيت محركات السيارات لتكوين مادة مشابهة لمادة ( الكازولين ) التي تستخدم في تشغيل الجنريترات ( المولدات ) وذلك لمدة ساعة أو ساعتين في اليوم لشحن بطاريات الهواتف المحمولة و إستعماله لتشغيل مضخات سحب المياه من الآبار التي قاموا بحفرها بأنفسهم بحثا عن الماء لينجوا من هذا الحصار .


منازل مهجورة وشح المواد الغذائية :






قبل حصار داعش للقرية سمع الكثيرون بأن القوات تقترب فإختاروا الرحيل على البقاء وبقت منازلهم مهجورة وبها الطعام والماء و الإحتياجات الأساسية التي قد يلجأ إليها أهل القرية مع هذا الشح الشديد للموارد .
أنشأ سكان القرية لجنة لفتح تلك المنازل وتوزيع المؤونة المتوفرة فيها على المتواجدين والأسر المحتاجة بعد أن جمعوها في مخزن واحد كما إنهم أسسوا مطحنة لطحن القمح لخبز الخبز وتوزيعه على الأسر .
واستطاع أهل القرية البقاء على قيد الحياة على وجبة الماء والخبز وحتى حبات البازلاء التي كانت توزع بتسعة حبات لكل عائلة نفذت كباقي المؤن الغذائية إلى أن تم تحرير القرية من الحصار .



في سبيل النجاة :

رعد مقاتل مسؤول النقطة الشمالية في الساتر الذي كونه هو وباقي المقاتلين منذ بداية الحصار لحماية المدينة . مجموعة الجهة الشمالية لآمرلي وهو في الخط الثاني ، يترأس مجموعة 70 مقاتل يتناوبون على الحراسة ، 20 مقاتل لكل وردية .


ينقل لنا قصة إستشهاد الملازم أول وسام



وسام هو منتسب للشرطة المحلية في آمرلي دخل مع بقية الأفراد من الجانب الشمالي قبل هجوم داعش .
توجهت إليهم في 4:45 صباحا بعد 30 يوم من الحصار دبابتان ومدرعات وسيارات عسكرية كانت تابعة للجيش والشرطة .






قبل حدود آمرلي هناك منطقة سكنية تبعد كيلوا مترا واحدة يسمونها  بيت حجي شاكر وحجي صالح وهما بالأصل أخوين تلك المنطقة السكنية التي حاول مسلحو داعش السيطرة على الطريق الذي يربط بينها وبين آمرلي عدة مرات  . في تلك اللحظات العصيبة التي كان يفكر بها المقاومون صد داعش أتاهم إتصال من منطقة بيت حجي شاكر وقالوا له بأنهم يتحضرون لصد عدوان داعش وقد قام أحد شبابنا إسمه عاصي بحرق مدرعة .

يقول رعد هنا إرتفعت معنوياتنا وبأننا سنستطيع التصدي لمدرعاتهم فإستجمعنا قوانا
في تلك الأثناء كان الملازم أول وسام لايملك إلا رشاش ومعه خمسة رجال وكان يبعد عن رعد وبقية المقاتلين حوالي 1000 متر ، تحرك وسام إلى الجهة الثانية وبقى يقاتل إلى أن إستشهد .


والذي ساعدهم لصد الهجوم عندما وصلوا ضربوهم صواريخ اشخاص (القرويين ) وصاروا في مرمى المقاتلين واستطاعوا أن يحرقون المدرعات والهمرات وقتلوا عدد كبير منهم وكان داعشي سوداني  4:30 الصبح إلى اليوم الثاني حتى 10 ص  
الهجوم الأول كان من ضمنهم 100 كردي .



حول آمرلي :



حول قرية آمرلي 3 قرى قريبة تعدادها السكاني أقل من 5000 فرد في كل القرى قرية براوجلي ، قرناز ، جرداغلي هي تعتبر من القرى الشيعية التي يسكنها التركمان تحيط بهم 36 قرية احتلتها داعش . أبيدت تلك القرى الثلاثة بالكامل وحسب المعلومات التي وصلتنا من خلال البحث بأنه تم إغتصاب 3 فتيات بينما قتلوا أعدادا كبيرة من الأطفال والنساء والرجال .


حصار داعش للقرية رغم مقاومتها لم يكن بلا خسائر بشرية :




عند حصار داعش لقرية آمرلي وقعت العديد من الخسائر ليست فقط المادية بل البشرية أيضا
كانت من بين الضحايا فتاة في الرابعة عشرة من عمرها حامل بطفلها الأول ولم تستطع مغادرة المنطقة وقد احتاجت لجراحة عند الولادة حسب أقرباء الفتاة لم تستطع أن تضع مولودها ونتيجة للضغط توفت .



لم تكن حالة الحمل التي كانت تحتاج لرعاية طبية ورغم مخالفة الحصار القانون الدولي الإنساني إلا إننا نستغرب صمت المجتمع الدولي خاصة فيما يعنى برعاية الأمومة والطفولة حيال حصار آمرلي . فلقد كانت هناك ثلاثة حالات ولادة أخرى تحتاج لرعاية خاصة أيضا .
بالإضافة إلى 24 حالة ربو حرمت من العلاج .


فكران وزوجته .. فكران هو مقاتل من ضمن المقاتلين المدافعين عن قرية آمرلي بعد دخول القوات بيوم فتح الحصار استشهد جراء قصف حيث لحقت زوجته به بعد أيام قليلة .
وكانت هناك حالة وفاة نتيجة لذبحة صدرية .



أرقام وحقائق من حصار آمرلي :




عدد المقاتلين الفعلي : 950

عدد شهداء آمرلي : 12 شهيد وشهيدة
عدد الجرحى : 95
عدد قتلى داعش : 300
بعض الجثث كانت بلا رأس حيث يقومون مقاتلو داعش بقطع رؤوسهم حتى لا يتم التعرف عليهم .
استمر الحصار لمدة 84 يوم










صور من آمرلي المحررة : 

 الفريق التطوعي بعد توزيعه الألعاب والدمى على الأطفال
كنوع من الدفع المعنوي بعد الحصار وترأسه السيد علي المحمودي الموسوي




أول شاحنة مساعدات تدخل آمرلي بعد تحريرها 








فريق المتطوعين مع أهالي آمرلي : 






شكر خاص


مؤسسة امير المؤمنين ع الانسانية


السيد / سعد جبار العبيدي

السيد / مؤيد زويني